مركز أسرى فلسطين للدراسات (خاص )
نعم سأكتب بعد قهر عذاب ، لكنني سأكتب سيطول العذاب وتتراكم الأحزان وتمتد المعاناة لكن الواجب أن أكتب ... سأكتب . رفقتي أشاروا تخشى أن يطول عذابك ؟! لكني مصر إن -أنا وهو- أثارنا الجبن وصمتنا فمن سيسمع صرخة المعذبين إن لم أكن أنا أو أنت فمن سيصرخ في وجه الظالمين ومن سيكون للمظلومين .
نعم سأكتب للجميع إن فقدوا إنسايتهم أولا لعل منهم من فيه بقية من إنسانية لمن ظنوا أن في المحتل بقية من إنسانية لهؤلاء أيضا سأكتب وأصرخ اعداؤنا ليس فيهم بقية من إنسانية . لشعبي العظيم سأكتب وأقول أخوة لكم يعيشون قهرا في مقابر للأحياء لشعبي الجبار أقول ، الأسرى يعذبون ويقهرون .
آلام لا تنتهي فصغيري إبراهيم وكل أخوته هم حق عليّ أن اكتب عن حرقة دموعهم حيثما علموا أن ابيهم قد مدد حبسه ولن يفرحوا باحتضانهم له قريبا كا تاملوا وغاليتي الصابرة أم احمد لها واجب أن اكتب لها شاكرا صبرها وإحمال ثقيلة حملتها ووالدي الغالي ولهفة قلبه المكلوم كل الواجب أن له أكتب لكني إلى كل هؤلاء أقول معذرة أيها الغوالي ففرحة في عالم السواد الذي يلف أرجاء سجني هي أوجب أن فيها أكتب ...
هي لوحة عذاب تمتد على طول الاحتلال وما الذي ساكتبه إلا يسير مما يعانيه شعبنا بعامته ونحن الأسرى خاصة هو حدث صغير لكنه يعكس هما كبير . هي قصة يومية لا بل كل ساعة وكل دقيقة تتكرر مع أخوة القيد لكن كل من هؤلاء يعبر عن مشاعره بأسلوبه أما أنا فقط سأكتب وأبدأ بما حصل فما حصل يعود الى أيام بعاد خلت ، يعود الى بداية الجزء الأخير من بداية العذاب الذي امتد بي منذ ربع قرن من الزمان ما حصل يعود الى بداية اعتقالي ، هذا يعود الى اربعة عشر شهر خلت حينما هاجمني الوجع بأشرس أنيابه ومزقني الألم وتوجهت إلى عيادة السجن وأمدوني بالمسكنات ولما الححت على انتزاع حقي في معالجتي قالوا سنسجل لك اسما كي تذهب الى الختص وبعد اربعة عشر شهر ياتي دوري لأذهب للعيادة وياليت دوري لم يأت فألم النقل يضاعف آلام المرض .
ثلاث أيام كاملة والقيد يكوي معصمي وأرجلي ، ثلاث أيام ذقت فيهم أقسى أنواع العذاب والمعاناة وبعد ثلاثة أيام أصل إلى مستشفى الرملة كي أقابل الطبيبة المختصة والتي ما قامت عن الكرسي فقط دقائق معدودة سألت بعض الاسئلة ومن ثم أرجع من حيث أتيت وسياط الألم زادت قسوة ومرارة وارجع الى حافلة النقل الباسطة وكالجميع سياط القيد تلهب كل جسدي لكنني أزيد عن جيعهم بأن الم فوق المي وعذاب يصب فوق عذابي إذ أنا كنت مثلهم وامتنعت عن شرب الماء كما هم فجميع من بالبوسطة يمتنعون عن شرب الماء قدر الإمكان لألا يحتاجون لقضاء الحاجة أما أنا فيا حسرتي مضطر لشرب مزيد من الماء لأنني اصلا ذاهبا إلى المستشفى لعلاج كليتي وشرب الماء أساسي في مثل حالتي كي لا تصرعني نوبات الألم والحصيلة أني اضطرت لقضاء حاجتي وعندما توقفت البوسطة في بعض محطاتها في سجن ريمون طلبت من ذاك السجان باني اريد قضاء حاجتي فرفض والححت عليه ويا لَهم من إنسانية اقتلعت منه بكل ذراتها اقتحم الحافلة وانتعني من بين رفاق السفر وبقسوة وحش لا يعرف الرحة طبق زرد قيدي على معصمي حتى كادت الدماء تتجمد في عروقي وكادت يداي تشل من قوة ما شد القيد في يدي ولم يكفيه ذلك في زنزانة انفرادية وضعني هذه قصتي الم يتكرر بأشكال كثيرة معي ومع اخوة القيد جميعا أبسط حقوق البشر ان اتت طالبت بها ستعنف وتعنف وتعنف أيها السادة الكرام هذا ما يحصل في سجون الاحتلال أيها الجميع صورة مصغرة لكنها تعكس هما كبيرا وجرح عظيم ايها الناس بالله عليكم أمثل هؤلاء يكون فيهم بقية من إنسانية .